الإمارات تحتفل بعيد الاتحاد الـ54 وخارطة طريق شاملة للمستقبل
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الرابع والخمسين، وسط إعلان خارطة طريق شاملة لتعزيز ريادتها في مختلف المجالات، بما يعكس الرؤية الحكيمة لقيادتها في ترسيخ مكانة الدولة كنموذج ملهم للتنمية والتقدم.
رؤية قيادية شاملة للمستقبل
رسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد، خارطة طريق شاملة لضمان استمرار ريادة الإمارات كما أرادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رائدة ومتقدمة وملهمة في مسيرتها وطموحها.
وأكد رئيس الدولة أن الثاني من ديسمبر يمثل يوماً مفصلياً في تاريخ دولة الإمارات، ومصدر فخر واعتزاز وإلهام لشعبها جيلاً بعد جيل، مشيراً إلى أن ما قام به المؤسسون سيظل رمزاً للإصرار ونموذجاً لقدرة الإرادة والعزيمة على تجاوز كل التحديات.
أولويات استراتيجية للتنمية المستدامة
حدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عدة أولويات استراتيجية لتعزيز ريادة الإمارات، تشمل:
- التمسك بالهوية والقيم: الحفاظ على الهوية الوطنية والأخلاق والقيم واللغة العربية
- تعزيز دور الأسرة: دعم نمو الأسرة وتمكينها كأساس للمجتمع المستقر
- التطوير التعليمي: التحديث المستمر لآليات التعليم وهياكله وفق أحدث المعايير العالمية
- المشاركة المجتمعية: تعزيز مشاركة المواطنين في دفع مسيرة الوطن نحو المستقبل
الريادة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
أكد رئيس الدولة على أهمية الانخراط في حركة التقدم العلمي والتكنولوجي، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى النجاحات المهمة التي حققتها الإمارات والشراكات الفاعلة مع العديد من دول العالم والشركات المتخصصة.
ودعا شباب الإمارات إلى الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة بوعي ومسؤولية، والتركيز على التخصصات العلمية التي تخدم الأولويات التنموية.
الالتزام بالاستدامة البيئية
شدد الشيخ محمد بن زايد على أن الاستدامة تمثل ركناً أساسياً من أركان الاستراتيجية التنموية، مؤكداً أن حماية البيئة وصيانة الموارد هدف أساسي ضمن نهج الاستدامة الراسخ في دولة الإمارات.
وأعرب عن الطموح في أن تكون التجربة الإماراتية في الاستدامة والطاقة الخضراء مصدراً للإلهام، وتحويل الاستدامة إلى منهج وثقافة مجتمعية لتحقيق الهدف الوطني للحياد المناخي بحلول عام 2050.
الدبلوماسية الإنسانية والسلام العالمي
أكد رئيس دولة الإمارات على مواصلة الدولة لسياستها الخارجية القائمة على الاتزان والتوازن، ودعم كل ما يحقق السلام والاستقرار والتعاون في العالم، والعمل على تسوية النزاعات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.
وفي إطار الدبلوماسية الإنسانية، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الخارجية الإماراتية منذ التأسيس وحتى منتصف 2024 أكثر من مليار شخص، بقيمة تجاوزت 368 مليار درهم.
الإنجازات الاقتصادية المتميزة
يحل عيد الاتحاد الـ54 فيما يواصل الاقتصاد الإماراتي تقدمه ليصبح من الأسرع نمواً عالمياً، مع توقعات صندوق النقد الدولي بتحقيق نمو بنسبة 4.8%. كما بلغت التجارة الخارجية غير النفطية 1.7 تريليون درهم في النصف الأول من العام الجاري بنمو 24.5%.
وأقرت الدولة أكبر ميزانية اتحادية في تاريخها لعام 2026 بقيمة 92.4 مليار درهم، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، مما يعكس الرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.
نموذج ملهم للأمم
تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كنموذج حضاري ملهم، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتمسك بالقيم الإسلامية والانفتاح على العالم، في مسيرة تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق الرفاهية والازدهار للشعوب.
